




كتب محمد محمود
بعد ان شهدنا اكثر من ست محاولات انتحار بالحرق اغلبهم بشارع مجلس الشعب نتيجة للظروف الحياتية الصعبةالتى يمر بها الفئة الكبرى من الشعب المصرى ...... فجأة وبدون اي مقدمات قامت ثورة في مصر يوم 25 يناير من هذا العام، عبر دعوة من شباب الفيس بوك الذى استخدم تكنولوجيا الانترنت للتظاهر ومحاربة الفساد...و في نهاية اليوم الاول اصبح ميدان التحرير،عنوان لهولاء الشباب واصبح ساحة للتعبير عن الرأى والمطالبة بالحقوق التى تعد أهمها أسقاط النظام المصري الذي بات عبئا ثقيلا ليس علي مصر فقط ولكن أيضا علي المنطقة العربية، وكانت الاستجابة لهولاء الشباب أكثر بكثير جدا من المتوقع حتي من أكثر الناس تفائلا، ولم يدر احد او أي بشرأو مؤسسة أو دولة بكافة مؤساساتها أن الاستجابة سوف تكون بالملايين وفي كافة محافظات مصر وليست في العاصمة المصرية وفي قلب ميدان التحرير، مما أربك حسابات كافة الأنظمة والدول وعلي رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ممثلة في مؤسسة الرئاسة والمخابرات الأمريكية والموساد واصبحت جميع الفضئيات لايمثل امامهم سوى متابعة الثورة المصرية الباسلة والتفرغ التام لها مهملين اى قضايا اخرى.
وفأجأه الموسسة الأمنية أنهارت بعد أربعة أيام إلا من قلة أمنية تمثلت في بعض القناصة التي قتلت العديد من الشباب الثائر ومنهم الزميل احمد محمد محمود الصحفى بالاهرام وزوجة الزميلة ايناس عبد العليم الصحفية بالمسائية واخرين من شباب....،الذى طالب لهم المتطاهرون بتحويل مبنى الحزب الوطنى لمتحف لهم يعرض فى صورهم بعد ان ارتكب رجال الامن في حقهم جرائم بشعة يجب المحاكمة عليهاا....هذا بخلاف الفوضى التى نتج عنها هروب المساجين والبلطجية في محاولة لإثارة الفزع والرعب وانتزاع الأمن في الشارع المصري، وهذه الأفعال لا تقوم بها إلا حكومات الاحتلال سواء أيام الاحتلال الأنجليزي لمصر أو في فلسطين المحتلة من قبل قوات الاحتلال الصهيونية حتي السيارات المستخدمة في قمع المتظاهرين نفس الماركات وكذلك القنابل والرصاص المطاطي والحي، تلك أساليب قوات الاحتلال كما ذكرت، وبذلك جعلت الحكومة من نفسها حكومة احتلال، مما أدي إلي تجذر الوطنية أكثر في قلوب المتظاهرين، لذلك كانوا علي مستوي الحدث والحديث، وكونوا لجان شعبية كانت أكبر مفاجأة من الثورة نفسها، حيث قامت هذه اللجان بتسلم الشارع المصري، ونظمت الحياة وحمت البلد من فراغ أمني وانهيار في الاستقرار .
ونلاحط ايضا أن كافة طوائف الشعب أشتركت في المظاهرات الشباب والشيوخ والنساء، كما أن كافة التيارات السياسية في الشارع المصري بدون تفرقة بين أي تيار منها، ومن أهم فوائد هذه الثورة أنها قامت بجنحي الشعب من مسلمين ونصاري، ومع غياب الأمن تماما لم يتم الاعتداء علي أي كنيسة في مصر بل قام المسلمون بحماية الكنائس في الأسكندرية، وبدا للعالم أن ما كان يحدث من أفتعال أزمة فتنة طائفية بين أفراد الشعب كانت بعلم وتدبير النظام وأنها سياسة من سياسات النظام حتي يتم تبرير سياسات البطش بالمعارضة في الشارع المصري، وخاصة وبعد تسريبات عن أن النظام هو من دبر ونفذ حادث الأعتداء علي كنيسة القديسين بالإسكندرية ولم نلاحط اى حادث سرقة او تحرش جنسى فى ميدان التحرير الذى يزدحم باعداد كبيرة من المتطاهرين بل نرى التعاون والحب واندماج جميع الطوائف مع بعضهم البعض .
وقد أصاب ذلك الأمر – اللجان الشعبية – خطة النظام المصري في مقتل، حيث باتت مصر كلها في أيدي الثورة وخلعتها من يد النظام المصري، مما أدي إلي بداية مسلسل التنازل من النظام بإعلان مبارك عدم ترشيحه لمدة رئاسة قادمة وتعيين عمر سليمان نائبا له وإقالة وزارة نظيف والإتيان بأحمد شفيق رئيسا للوزارة وتغيير بعض وجوه النظام القديم من الوزراء، وتعيين بعض وزراء جدد وأستحداث وزارات جديدة، حتي يثبت النظام للعالم أن الأمر لازال بيديه وأن الأمر لم يخرج من يده، ثم بدأت مرحلة أخري من مسلسل التنازل، حيث تم عزل أكبر قيادات الحزب الورقي الوطني وعلي رأسهم صفوت الشريف وزكريا عزمي وأحمد عز وعلي الدين هلال، ونشرت اوامر للنائب العام بمنع بعض رموز النظام من السفر وتجميد أرصدتهم، ومنهم رشيد أحمد رشيد الذي كشف شفوية وعدم حقيقة هذا الأمر الذي خرج من الوزارة بعد أن أعتذر عن توليها وسفره بأذن النظام
وبعد ان طهر تعاطف الشعب المصرى مع الرئيس مبارك بعد سماع خطابه تغير هذا التعاطف بعدان شاهد الشعب صور الشهداء الذى عكس هذا التعاطف اى عداء واكتمل هذا العداء بعد طهور الشاب وائل غنيم على الفضائيات بعد الافراج عنه فى امن الدولة وحتى يوم الاربعاء الموافق 9_2__2001
. ..وانتشر التطاهر والاعتصام الى كل مكان فى مصر.حيث قام المتطاهرون بالسيطرة على شارع مجلس الشعب ومن قبله مجمع التحرير ومنع العمل فيهما وعلى صعيد اخرتطاهرعمال ستيا بالإسكندرية، وعمر أفندي بالقاهرة، وحرير حلوان، والكوك بحلوان، وورش السكة الحديد بالقاهرة، والتمساح بهيئة قناة السويس، ومستشفى الفيوم العام، وسائقي مجمع مواقف دمنهور، والدلتا للصلب بشبرا، وموظفي وزارة الصحة بديوان الوزارة مثل رفاقكم في نجع حمادي والمحلة وكفر الدوار وشبين الكوم وغيرها من المناطق الصناعية في مصر بجانب مطالبة العاملين بجميع الصحف القومية بالتعين والعاملين بالهيئة العامة للمستشفيات وعمال السكه الحديد وموطفين المجلس القومى للشباب وجميع شركات البترولوالعاملين بوزارة الزراعة والكهرباء كل هولاء تعاودون المطالبة بحقوقكم المسلوبة في سياق ثورة الشعب المصري العظيمة التي فجرها شبابه الأبرار، وطالبو بأجور عادلة وكافية ووضع حد أدنى للأجور يتناسب مع الأسعار ويتحرك سنويا وفقا لنسبة التضخم، وبعلاقات عمل سليمة بغير جزاءات وخصومات استبدادية لإرهاب العمال وكسر إرادتهم، وبغير فرض العمل لساعات طويلة أكثر من طاقة البشر، ومطالبكم بإدارة ديمقراطية شريفة غير هؤلاء القادة المختارين على أساس تميزهم في الفساد والتخريب ومطالتهم بحوافز حقيقية تتناسب مع ما تبذلونه من جهود في العمل والإنتاج، وبحقوقكم في العلاج الطبي الكامل والمناسب، وحقوقكم في تأمينات اجتماعية حقيقية تضمن لكم معاشات تكفيكم وأسركم لحياة كريمة عند العجز عن الاستمرار في العمل، وحقكم في تكوين وتشكيل والانضمام لنقابات حقيقية لا تتبع الحكومة والحكام الفاسدين، هي احتياجات حقيقية للعمال المصريين في كل مكان، وهي نفسها مطالب ثورة 25 يناير المجيدة القائمة في البلاد، بجانب مطالب إسقاط النظام ومحاكمة الرئيس عن فساده وإفساده، ومحاسبة المسئولين عن الجرائم التي ارتكبوها في حق الوطن، وحل مجلسي الشعب والشورى، وتكوين لجنة قومية محترمة لعمل دستور وطني جديد، وتشكيل حكومة تحالف وطني مؤقتة لتسيير الأمور حتى الانتهاء من الدستور الجديد وإجراء انتخابات سليمة
وجدير بالذكر هو الميزة التى لاحطها العالم كله هو خفة دم الشعب المصرى التى يتميز بها حتى فى الازامات وانتشار النكت الساخره ولكن الغريب هو اين المجرم حبيب العادلى وزير الداخلية السابق والسفاح احمد عز والبرنس جمال وبقية العصابه وهذا هو ما نبحث عنه حتى ياخذ كل مجرم حسابه... ونتمنى من الله الحفاط على مصر وان تنهى هذه الثوره على خير ونخرج من الفوضى ويعم الامن على مصر ويتمتع اهلها بخيرها محمد محمود&ذ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق